أيام قليلة تفصلنا عن الشهر الكريم ونحن في خضم خلافاتنا السياسية والحياتية ونسينا هذا الشهر تماماً! استوقفتني تلك الجملة في خطبة الجمعة اليوم عندما قالها الخطيب: "يجب يا إخواني استغلال رمضان كعبادة وليس كعادة". فقفزت في ذهني فكرة واحدة طوال الخطبة بل طوال اليوم ايضاً! هل نحن في رمضان نقوم بعباداتنا وعاداتنا فعلاً لمجرد فقط انها عادة ام لأنها عبادة؟؟! في رأيي هذا سؤال خطير.
أذكر عندما كنت اصغر
قليلاً في السن كنت اقول لأصدقائي: ها, كم مرة سنختم القرأن هذه السنة؟ وكنا
نتنافس في ذلك. والآن ايضا يتنافس الواحد في ذلك ولكن مع ذاته. "يجب ان اختم
القرأن هذه السنة عدد مرات اكبر من السنة المنصرمة" ويحدث ذلك احياناً
واحيانا لا يحدث تماماً!
لكن اليوم جلست افكر هل هذه السنة سأقول لنفسي نفس الكلام مرة اخرى؟
"السنة الماضية كنت افوت بعض ليالي التراويح ولكن هذه لسنة لن افوت شي"
"يجب ان اقوم بزكاة بقدر اكبر من السنة الماضية" "يجب ان....يجب ان....".
الحقيقة لا! لن افعل هذا. بل انني لن احدد اهداف هذه السنة على الاطلاق! بل سأدع
الامور هكذا.
قبل ان تبدأ بالاستعجاب سأوضح لك. على سبيل المثال مثلا, هذه السنة قد لا
اختم القرأن البتة! لأني سوف احاول تدبره جيداً في هذه السنة قدر المستطاع. ففي
رأيي تدبره وإن لم تختمه, افضل من ختمه عدة مرات مع عدم فهمه! وهكذا في باقي
المجالات. أيضاً اعتقد ان المنافسة في هذه المجالات تفسد اجواء الشهر الكريم. فلن
اتنافس مع احد ايضا في شئ. سأتمرد هذا العام على كل شئ! هذا الشهر لن اجعله عادة
بدءاً من هذا العام.
لم تفهم شئ مما سبق؟ لا بأس. سألخص لك كل ما اريد في السطور القادمة.
شهر رمضان شهر روحاني اكثر من اي شئ اخر. كن فيه
روحانياً. استمتع بما تفعل. انا سأفعل ذلك! لن أبالي بأي رأي ولا بأحد سأفعل فقط
ما انا مقتنع به, أنصحك بهذا ايضا. صفي روحك فهذا هو الوقت المناسب, لا تفسد الشهر
بمنافسات دنيوية حتى وإن كانت مع نفسك. اجعلها ثورة على النفس. اتخذ خطوة صحيحة
ولن يخذلك الله ابداً. ورمضان كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق