السماء مُلبدة بالدخان المُتصاعد من قنابل الغاز . رجال الشرطة و الجيش الأوفياء علي الطرف الأخر لا يجدون حرج في إستكمال ما بدأوه , مُستمرون في إلقاء القنابل المُسيله للدموع علي الثوار , يُطلقون عليهم الرصاص أو بالتحديد علي صدورهم و أعينهم .
دراجات بُخارية تنقل المُصابين إلي المُستشفي الميداني , تتساقط جثث الشباب واحدآ تلو الأخر و كذلك تتساقط الأقنعة من علي وجوه من كُنا نظنهم رفقاء الميدان .
شباب عشريني علي خط النار , جميعهم متشابهون ,مُلثمون مغرورقة عيونهم بالدموع من أثر الغاز الخانق , راية مينا دانيال كالعادة تُرفرف شامخة في مُقدمة الصفوف , الجميع يشتبك لا وجود للخوف بين هؤلاء الشباب , يسقط يسقط حُكم العسكر هتاف تتصاعد حدته من آن إلي آخر .
فتاه تمُر بين الصفوف بعبائتها السوداء المُميزة , ت‘غطي ملامح وجهها بشال الإنتفاضة , تُحاول إسعاف المُصابين من جراء القذف المُتتابع للقنابل بالمحلول السحري الذي إخترعه الثوار , تمُر بين الرصاص و القتابل و كأنها روح أو شبح لا يمسسها الرصاص , لا يشغل بالها سوي إسعاف المُصابين .
تدخل مجموعة من الشيوخ لتقف بين الثوار و القتلة و يهتفون سلمية , ويطلبون من الطرفان الهُدنة .
تستمر مدافع البطش في إتهداف أعين وصدور الأحرار . و فجأة يتوقف الضرب و يظن الجميع أن العسكر إستجابوا لطلب الهُدنه و لكن الحقيقة إنهم في إنتظار المدد بعدما نفذت ذخيرتهم . فقط تصل الذخيرة و يبدأ خط النار في العمل مرة أُخري فتعود راية مينا دانيال مُرفرفة في المُقدمة و يعود معها حركة الفتاه الشبح " ست البنات " بين الصفوف .
- من وسط المعركة يخرج شابآ مُندفعآ كالسهم إلي محطة المترو اللأقرب لشارع محمد محمود . يدخل إلي محطة المترو مُمسكآ بهاتفه و يُجيب " ألو .. أيوا يا ماما " فيخرج صوت مصري حنون من هاتفه " إنت فين يا ابني ؟ ما بتردش ليه ؟ هو إجنا نقصين قلق مش شايف البلد فيها إيه ؟ "
فيُجيبها " معلش كُنت في المُحاضرة . أنا في المترو وجاي أهو "
هي :أوعي تروح التحرير يا ماجد
هو : تحرير إيه يا ماما هروح أعمل إيه ما دول اللي خربوا البلد . أنا هاجي علي البيت أتفرج علي الماتش
هي :ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
هو :حاضر ماتقلقيش . خليها علي الله .
ويُغلق هاتفه متمتمآ معلش بقي يا أُمي كذبت غصب عني .
يعود ماجد راقدآ نحو المعركة ليري شابآ يُصاب برصاص الطاغوت فيحمله نحو كنيسة قصر الدوبارة ينتظر بجانبه حتي يُعالج و يقف علي قدم مُستندآ علي الحائط ينظر إلي ماجد مُبتسمآ :" شُكرآ مش عارف من غيرك كُنت هعمل إيه " أنا أحمد
ماجد: ياعم ماتقولش كده . ما ياما وقعت و جابوني علي هنا و أنا ماجد فُرصة سعيدة يا أحمد .
أحمد :أنا أسعد
يعودا إلي الميدان سويآ يستند أحمد إلي كتف ماجد حتي يصلا محمد محمود . يستكملون إشتباكهم يُدافعون عن حُريتهم ضد رصاص الغدر جتبآ إلي جنب . يندفع ماجد نحو الصفوف الأمامية مُمسكآ بقُنبلة غاز يلقيها علي العسكر مرة أُخري برشاقة لاعبي البيسبول .. الضجيج في كُل مكان من حوله ولكنه لا يسمع سوي السكون و دقات قلبه التي تزداد . الأن هو يشعُر بها تمامآ تُحلق من حوله ينظر إليها مُبتسمآ ! نــعم .. إنها الشهادة فهو علي بُعد ثواني منها . كُل من حوله يستطيع بسهوله سماع صوت جسده وهو يرتطم بالأرض لن يستطيع أحمد الذي تابع المشهد من الخلف أن يذهب به إلي قصر الدوبارة .. فهو السقوط الأخير
لم يتسني لرفيق الميدان الذي لم تتعدي مُدة صداقتهم دقائق قليلة أن يفعل شيئآ سوي مشاهدة ماجد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة .
أحمد مُمسكآ بهاتف ماجد , سجل المكالمات , أمي , إتصال
تنطلق الكلمات من الهاتف كما الرصاص من حوله : كل ده في المترو يا ابني ؟؟
أحمد : البقاء لله . الشهيد ماجد كان بطل ...
16-11-2012 ستدخُل أم ماجد إلي محمد محمود مستنده علي كتف أحمد كما إستند هو علي ماجد في نفس المكان , منذ عام
عامآ بالتمام و الكمال مر علي موقعة محمد محمود الأولي و لم يتغير شيئآ سوي تكريم القاتل و حصوله علي قلادة تقديرآ لخدماته .
مات منهم من مات , أصيب منهم من أصيب , عيونآ فقدت الأمل أن تري نور الشمس مرة أُخري , رصاص الغدر لم يقتل فيهم سوي الخوف . عن أسود محمد محمود أتحدث فلولا معركة محمد محمود وشهدائها لما كانت إنتخابات رئاسة ولا رئيس .
دم هؤلاء و القصاص من قاتلهم أهم بكثير من إغلاق المحال الساعة العاشرة أهم بكثير من إغلاق المواقع الإباحية ف الإباحية الحق هي تكريم القاتل
دراجات بُخارية تنقل المُصابين إلي المُستشفي الميداني , تتساقط جثث الشباب واحدآ تلو الأخر و كذلك تتساقط الأقنعة من علي وجوه من كُنا نظنهم رفقاء الميدان .
شباب عشريني علي خط النار , جميعهم متشابهون ,مُلثمون مغرورقة عيونهم بالدموع من أثر الغاز الخانق , راية مينا دانيال كالعادة تُرفرف شامخة في مُقدمة الصفوف , الجميع يشتبك لا وجود للخوف بين هؤلاء الشباب , يسقط يسقط حُكم العسكر هتاف تتصاعد حدته من آن إلي آخر .
فتاه تمُر بين الصفوف بعبائتها السوداء المُميزة , ت‘غطي ملامح وجهها بشال الإنتفاضة , تُحاول إسعاف المُصابين من جراء القذف المُتتابع للقنابل بالمحلول السحري الذي إخترعه الثوار , تمُر بين الرصاص و القتابل و كأنها روح أو شبح لا يمسسها الرصاص , لا يشغل بالها سوي إسعاف المُصابين .
تدخل مجموعة من الشيوخ لتقف بين الثوار و القتلة و يهتفون سلمية , ويطلبون من الطرفان الهُدنة .
تستمر مدافع البطش في إتهداف أعين وصدور الأحرار . و فجأة يتوقف الضرب و يظن الجميع أن العسكر إستجابوا لطلب الهُدنه و لكن الحقيقة إنهم في إنتظار المدد بعدما نفذت ذخيرتهم . فقط تصل الذخيرة و يبدأ خط النار في العمل مرة أُخري فتعود راية مينا دانيال مُرفرفة في المُقدمة و يعود معها حركة الفتاه الشبح " ست البنات " بين الصفوف .
- من وسط المعركة يخرج شابآ مُندفعآ كالسهم إلي محطة المترو اللأقرب لشارع محمد محمود . يدخل إلي محطة المترو مُمسكآ بهاتفه و يُجيب " ألو .. أيوا يا ماما " فيخرج صوت مصري حنون من هاتفه " إنت فين يا ابني ؟ ما بتردش ليه ؟ هو إجنا نقصين قلق مش شايف البلد فيها إيه ؟ "
فيُجيبها " معلش كُنت في المُحاضرة . أنا في المترو وجاي أهو "
هي :أوعي تروح التحرير يا ماجد
هو : تحرير إيه يا ماما هروح أعمل إيه ما دول اللي خربوا البلد . أنا هاجي علي البيت أتفرج علي الماتش
هي :ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
هو :حاضر ماتقلقيش . خليها علي الله .
ويُغلق هاتفه متمتمآ معلش بقي يا أُمي كذبت غصب عني .
يعود ماجد راقدآ نحو المعركة ليري شابآ يُصاب برصاص الطاغوت فيحمله نحو كنيسة قصر الدوبارة ينتظر بجانبه حتي يُعالج و يقف علي قدم مُستندآ علي الحائط ينظر إلي ماجد مُبتسمآ :" شُكرآ مش عارف من غيرك كُنت هعمل إيه " أنا أحمد
ماجد: ياعم ماتقولش كده . ما ياما وقعت و جابوني علي هنا و أنا ماجد فُرصة سعيدة يا أحمد .
أحمد :أنا أسعد
يعودا إلي الميدان سويآ يستند أحمد إلي كتف ماجد حتي يصلا محمد محمود . يستكملون إشتباكهم يُدافعون عن حُريتهم ضد رصاص الغدر جتبآ إلي جنب . يندفع ماجد نحو الصفوف الأمامية مُمسكآ بقُنبلة غاز يلقيها علي العسكر مرة أُخري برشاقة لاعبي البيسبول .. الضجيج في كُل مكان من حوله ولكنه لا يسمع سوي السكون و دقات قلبه التي تزداد . الأن هو يشعُر بها تمامآ تُحلق من حوله ينظر إليها مُبتسمآ ! نــعم .. إنها الشهادة فهو علي بُعد ثواني منها . كُل من حوله يستطيع بسهوله سماع صوت جسده وهو يرتطم بالأرض لن يستطيع أحمد الذي تابع المشهد من الخلف أن يذهب به إلي قصر الدوبارة .. فهو السقوط الأخير
لم يتسني لرفيق الميدان الذي لم تتعدي مُدة صداقتهم دقائق قليلة أن يفعل شيئآ سوي مشاهدة ماجد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة .
أحمد مُمسكآ بهاتف ماجد , سجل المكالمات , أمي , إتصال
تنطلق الكلمات من الهاتف كما الرصاص من حوله : كل ده في المترو يا ابني ؟؟
أحمد : البقاء لله . الشهيد ماجد كان بطل ...
16-11-2012 ستدخُل أم ماجد إلي محمد محمود مستنده علي كتف أحمد كما إستند هو علي ماجد في نفس المكان , منذ عام
عامآ بالتمام و الكمال مر علي موقعة محمد محمود الأولي و لم يتغير شيئآ سوي تكريم القاتل و حصوله علي قلادة تقديرآ لخدماته .
مات منهم من مات , أصيب منهم من أصيب , عيونآ فقدت الأمل أن تري نور الشمس مرة أُخري , رصاص الغدر لم يقتل فيهم سوي الخوف . عن أسود محمد محمود أتحدث فلولا معركة محمد محمود وشهدائها لما كانت إنتخابات رئاسة ولا رئيس .
دم هؤلاء و القصاص من قاتلهم أهم بكثير من إغلاق المحال الساعة العاشرة أهم بكثير من إغلاق المواقع الإباحية ف الإباحية الحق هي تكريم القاتل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق