آخر الأخبار:

صراخ فى زمن الحمقى


ابتسامه طفل فى المقعد الخلفى , وشجار بين طفلين فى المنتصف , وآخر يأكل طعامه المتبقى حتى لا تعنفه أمه , وهذا المنطوى على نفسه ينظر من النافذه على القطار القادم .. قطار قطعهم الى أشلاء , أيدى وارجل تخالطت فهذه لحسام وتلك لمحمد , وأناس احتشدوا لجمع الاعضاء وغيرهم وقف يكبر ومن بعيد امرأه تصرخ تبكى ولدها الذى كان املها , تنادى على طفلها الذى تناثرت اشلائه على القضبان البارده .. كلماتها أضحت سكينا فى قلوب السامعين , لن ينسى بكائها الهستيرى الا عديم الانسانيه , وقفت فى زهول تنظر الى الحاضرين تظنهم من خطفوا قلبها , صرخت بهم بهلوسه بين الضحك والبكاء بين التعنيف والرجاء " امبارح نام ومرضيش يحل الواجب , أصله عنيد طالع لخاله " ورفعت الكراسه أمام المتفرجين وأخذت تلوح بها ليراها الجميع " راح وسبهالى , نام ومكتبش الواجب , كان عارف ان خلاص معدش فى مدرسه ولا حد هيسأله ليه معملش الواجب " تنهمر من عينيها الدموع كقطرات بركان حارق , يحفر أخدودا فى وجنتيها , تنتظر من يعيد اليها ابنها , ولكن لا سبيل لعوده الاموات فقد قتل بدم بارد ومن قتلوه يتسلون بلون الدماء التى تغطى الارض ويتنغمون بصراخ الامهات كسيمفونيه لموتسارت , يقفون على خزائن الارض يشترون متعتهم بثمن بخس دراهم معدوده  , ويخرجون علينا بعدها وهم جالسون على مقاعدهم الوثيره تغطى وجوههم بقايا المتعه كأنهم انتصروا فى معركه بين الحق والباطل ليخبرونا بإقاله هذا او ذاك ولسان الام تقول " بأى ذنب قتلت " ... اعترفوا بفشلكم , كفاكم تبريرا أيها المرضى أليست هذه الانفس أولى بالحياه منكم , فلو عادوا لقاضوكم وعلقوا لكم المشانق على أبواب المساجد , فمنكم منكشف السوءه لن تغطيه أوراق الجنه ولم يهبط منها بعد يتجاهل هذا البكاء الحارق ويتصيد فى الماء الراكد فيطالب بعوده البرلمان .. أيها الحمقى الا تملكون بضعا من الحياء , أيها المستميتون على المناصب الا تملكون شيئا من الضمير , يا ابن العياط أنسيت قولك عن قطار العياط , أم أنكم تقولون مالا تفعلون .

 اعتذر .. يبدوا أنى قد تحاملت قليلا على رجال السلطه مرسيها وعريانيها وقنديلها , فإن كنت التمس الحياديه فى الكتابه كما يطالبون علي أن اعطى كل ذى حق حقه فبالفعل ما ذنب الحكومه والرئيس هل هم من كانوا يقودون هذا القطار او ذاك , ولكنه خطأ السائق أو خطأ هيئه السكه الحديد وبناءا عليه فعلينا أن نعطى أيضا مبارك حقه فهو لم يكون سائقا لقطار العياط او قطار الصعيد ولم يكن قبطانا للعباره الى غيرها من الحوادث , ولكن أيضا لاعطاء كل ذى حق حقه فقد قرر السيد الرئيس صرف ثمن كل ميت وهو ما يقدر ب 5000 الاف جنيه أى ما يعادل ثمن موبايل أيفون حديث مما يحمله أبناء الوزراء والمسؤلين , مع تسهيل كافه اجراءات الصرف من زياده فواتير الغاز والكهرباء والبنزين وتحرير السوق وكتم الافواه واغلاق القنوات... فليحيا الرئيس محمد مرسى مبارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رابطة الطلاب الليبراليين Designed by Templateism.com Copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة Bim. يتم التشغيل بواسطة Blogger.