واحد من هنا

ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذا المقال لخوفي من عدم الوفاء بمحتوياته ولكن تبقى المبادئ فوق الجميع مهما يكن! الموضوع هو حوار خيالي ولكنه من ارض الواقع وأكاد اقسم لك لو اردت ان تجربه ستجد تقريبا نفس الردود ونفس الحوار!

في يوم من الايام, كنت اسير بالطريق ووجدت رجل غلبان جدا من الباعة الجائلين لكني شعرت ناحيته براحة لا اشعر بها كثيرا مع هذا النوع من الباعة -ولا ادري لماذا- ففكرت ان اسأله عن احوال البلد وبعض من سياستها الداخلية وكان الاتي:

- سلام عليكوا

- عليكم السلام

- ازيك يا حاج ؟

- الحمدلله يابني, نشكر فضله.

- شغال هنا بقالك قد ايه ؟

- ياااه, فوق ال15 سنة يابني!

- تمام, طب بتواجهك مشكلة هنا من الشرطة ولا حاجة؟

- قبل الثورة كانت دايما في مشكلة, لكن بعد الثورة الموضوع قل شويه.

- طيب, ايه رأيك في الرئيس الجديد؟

- هو كويس, بس مهمته صعبة اوي والناس مشاكلها كتير.

- طيب, هما دلوقتي بيحطوا الدستور الجديد. شفت المواد اللي فيه ؟

- لا يابني والله.

- طيب كان ايه رأيك في مجلس الشعب وقرار المحكمة ؟

- والله يابني الواحد ماهو فاهم حاجة! شويه يقولوا ان دول صح وشويه تانيين يقولوا ان دول صح.

- هل شفت اللي حصل في اجتماع مجلس....

- بص يابني, انا هجيبهالك من الاخر. انا راجل مبحبش السياسة ولا بستنفع منها بحاجة واللي زي كتييير اوي. انا واحد بجري على لقمة عيشي ولا يهمني مين يعمل ايه ولا مين يسوي ايه. انا كل همي اني اعيش برزق كويس يكفيني انا وعيالي ويحسسني اني بني ادم !

وهنا ينتهي الحوار ولكنه في الحقيقة بدأ ! لإن المواطن العادي الغلبان يا سادة ميهموش مين يعمل ايه ولا يكسب ايه, هو يهمه اللي هيحققله حياة كريمة ومعيشة افضل. ولذلك اي حزب او حركة سياسية اذا لم تصب قرارتها في النهاية لصالح المواطن "الغلبان" فلا اهمية لها. المواطن هو اساس الدولة وعمودها الفقري. هذا ليس معناه ايضا ان تستخدم احتياجات المواطن كوسيلة لكسب الاصوات الانتخابية كما حدث من قبل ! وفي النهاية اقول يا سياسيو مصر, تذكروا في النهاية القضية الرئيسية وتذكروا من تخدمون ومن في يده السلطة الحقيقية ويمدكم بها !