أكثر من مجرد جدار
إستيقظنا بالأمس علي مشهد مسح الشرطة لصور الشهداء من علي حوائط شارع عيون الحرية " محمد محمود سابقآ"
شاهدنا صورآ لعربات الأمن المركزي يخرج منها أشخاصآ يمدون أياديهم بكل بساطة ليمحون صور الشهداء من علي الجدران .
لا أعلم لماذا هذا الإصرار علي طمس أخر ما تبقي لنا من ذكريات الثورة ؟
هل يعتقدون أن بمسحهم صور أغلي ما في الوطن سننساهم ؟ أو إننا فقط نتذكرهم بالصور علي الجدران ؟
ظللنا عامآ و نصف العام نحلم بعودة الشرطة في ثوبها الجديد الذي يتجرد من الظلم و قمع الحريات . و لكن عندما عادت الشرطة أول أعمالها كان فض إعتصام طلاب جامعة النيل بالقوة . بالضبط كما فعل العسكر في أول توليهم مقاليد الحكم بعد خلع مبارك .و خرجوا علينا ببيانهم الأشهر أن رصيدهم لدينا يسمح بذلك . و هنا كانت بداية نفاذ رصيدهم لدينا . أما شرطتنا الموقرة فقد نفذ رصيدها لدينا بالفعل . ليس يوم 28 يناير 2011 بل نفذ يوم سقوط خالد سعيد شهيدآ علي أيديهم . و كنا بإنتظار إعادتهم شحن رصيدهم . لكنهم فشلوا في ذلك.
فبعد فض إعتصام طلاب جامعة النيل بالقوة . جائت فعلتهم بمسح جدارية محمد محمود لتزيد الإحتقان بينهم و بين الثوار . فإن جدارية " عيون الحرية " لم تكن مجرد صور و كلمات علي الحائط . بل كانت تمثل ذكريات لن نستطيع نسيانها .
ذكريات أبطال استشهدوا برصاص الداخلية , ذكريات عيون لم يكتب لها أن تري تلك الجدارية فقط لأن أحد الباشوات قرر انه سيفقده إبصاره قبل أن ترسم الجدارية .
حوائط محمد محمود هي بمثابة متحف ذكريات الثورة . نخلد عليه ذكري شهدائنا بداية بخالد سعيد و سالي زهران و كريم بنونة مرورآ بمينا دانيال حتي أنس و مصطفي متولي و محمد عبد الله و غندور وكل شهداء الأولتراس في بورسعيد .
فقط أنظر إلي إبتسامة والدة و والد رامي الشرقاوي وهم يأخذون صورة بجانب صورة ابنهم علي حوائط محمد محمود لتعرف ما تمثلة هذه الجدارية لهم . لقد حرموهم من إلتقاط صورآ مع إبنهم مرتان . الأولي في الحقيقة و الثانية في خيالهم مع ملامح إبنهم علي الحوائط .
فقد عادت الشرطة من جديد لطمس ملامح شهدائنا . مسحوا صور شهداء الثورة مسحوا صور السبب في خلع مبارك .و مسحوا صورة جيفارا المصري "مينا دانيال " , طمسوا صور شهداء محمد محمود . لولا شهداء محمد محمود لما كانت إنتخابات ولا رئيس . محوا صور شهداء بورسعيد الذين قتلوا بمؤامرة مدبرة , مؤامرة يعلم الجميع أطرافها . لأنهم هتفوا بسقوط حكم العسكر و سقوط دولة الظلم .
ولكنهم مسحوها فقط من علي الجدران التي سرعان ما ستمتلأ بصورهم مرة أخري, فصور الشهداء محفورة في قلوبنا و عقولنا .
مسحوا صورهم لأن حتي صورهم الصامتة علي الجدران تخيفهم , لأن صورهم تؤرق بقايا ضميرهم الذي دفنوا الجزء الأكبر منه مع شهدائنا بالأمس القريب , مسحوها لأنهم لا يستطيعون نسيان نظرة الشهيد إليهم و هو يلفظ أنفاسة الأخيرة و تمتمتة بالشهادة مختلطة بهتافة الأخير بسقوطهم و سقوط دولتهم الظالمة .
مسحوها لأنها تذكر البعض بخيانتهم لدم الشهيد و هرولتهم مسرعين نحو الكرسي الزائل .
فالكرسي زائل و كذلك أنتم , أما الفكرة فهي حية قوية لا تموت . فاعبثوا قدر ما شئتم و لواء الفكرة سيحمله جيلآ بعدنا , جيلآ نسلمه اللواء يدآ بيد . لنعلمهم ما تعلمناه في سنتان . نعلمهم بأن يحكموا قبضتهم علي ثورتهم , و ألا يتركوا الميدان إلا بعد تحقيق ليس فقط طلباتهم . بل بعد تحقيق طموحاتهم و أحلامهم كاملة , بعد تحقيق حتي ما كانوا يظنونه مستحيلآ
شاهدنا صورآ لعربات الأمن المركزي يخرج منها أشخاصآ يمدون أياديهم بكل بساطة ليمحون صور الشهداء من علي الجدران .
لا أعلم لماذا هذا الإصرار علي طمس أخر ما تبقي لنا من ذكريات الثورة ؟
هل يعتقدون أن بمسحهم صور أغلي ما في الوطن سننساهم ؟ أو إننا فقط نتذكرهم بالصور علي الجدران ؟
ظللنا عامآ و نصف العام نحلم بعودة الشرطة في ثوبها الجديد الذي يتجرد من الظلم و قمع الحريات . و لكن عندما عادت الشرطة أول أعمالها كان فض إعتصام طلاب جامعة النيل بالقوة . بالضبط كما فعل العسكر في أول توليهم مقاليد الحكم بعد خلع مبارك .و خرجوا علينا ببيانهم الأشهر أن رصيدهم لدينا يسمح بذلك . و هنا كانت بداية نفاذ رصيدهم لدينا . أما شرطتنا الموقرة فقد نفذ رصيدها لدينا بالفعل . ليس يوم 28 يناير 2011 بل نفذ يوم سقوط خالد سعيد شهيدآ علي أيديهم . و كنا بإنتظار إعادتهم شحن رصيدهم . لكنهم فشلوا في ذلك.
فبعد فض إعتصام طلاب جامعة النيل بالقوة . جائت فعلتهم بمسح جدارية محمد محمود لتزيد الإحتقان بينهم و بين الثوار . فإن جدارية " عيون الحرية " لم تكن مجرد صور و كلمات علي الحائط . بل كانت تمثل ذكريات لن نستطيع نسيانها .
ذكريات أبطال استشهدوا برصاص الداخلية , ذكريات عيون لم يكتب لها أن تري تلك الجدارية فقط لأن أحد الباشوات قرر انه سيفقده إبصاره قبل أن ترسم الجدارية .
حوائط محمد محمود هي بمثابة متحف ذكريات الثورة . نخلد عليه ذكري شهدائنا بداية بخالد سعيد و سالي زهران و كريم بنونة مرورآ بمينا دانيال حتي أنس و مصطفي متولي و محمد عبد الله و غندور وكل شهداء الأولتراس في بورسعيد .
فقط أنظر إلي إبتسامة والدة و والد رامي الشرقاوي وهم يأخذون صورة بجانب صورة ابنهم علي حوائط محمد محمود لتعرف ما تمثلة هذه الجدارية لهم . لقد حرموهم من إلتقاط صورآ مع إبنهم مرتان . الأولي في الحقيقة و الثانية في خيالهم مع ملامح إبنهم علي الحوائط .
فقد عادت الشرطة من جديد لطمس ملامح شهدائنا . مسحوا صور شهداء الثورة مسحوا صور السبب في خلع مبارك .و مسحوا صورة جيفارا المصري "مينا دانيال " , طمسوا صور شهداء محمد محمود . لولا شهداء محمد محمود لما كانت إنتخابات ولا رئيس . محوا صور شهداء بورسعيد الذين قتلوا بمؤامرة مدبرة , مؤامرة يعلم الجميع أطرافها . لأنهم هتفوا بسقوط حكم العسكر و سقوط دولة الظلم .
ولكنهم مسحوها فقط من علي الجدران التي سرعان ما ستمتلأ بصورهم مرة أخري, فصور الشهداء محفورة في قلوبنا و عقولنا .
مسحوا صورهم لأن حتي صورهم الصامتة علي الجدران تخيفهم , لأن صورهم تؤرق بقايا ضميرهم الذي دفنوا الجزء الأكبر منه مع شهدائنا بالأمس القريب , مسحوها لأنهم لا يستطيعون نسيان نظرة الشهيد إليهم و هو يلفظ أنفاسة الأخيرة و تمتمتة بالشهادة مختلطة بهتافة الأخير بسقوطهم و سقوط دولتهم الظالمة .
مسحوها لأنها تذكر البعض بخيانتهم لدم الشهيد و هرولتهم مسرعين نحو الكرسي الزائل .
فالكرسي زائل و كذلك أنتم , أما الفكرة فهي حية قوية لا تموت . فاعبثوا قدر ما شئتم و لواء الفكرة سيحمله جيلآ بعدنا , جيلآ نسلمه اللواء يدآ بيد . لنعلمهم ما تعلمناه في سنتان . نعلمهم بأن يحكموا قبضتهم علي ثورتهم , و ألا يتركوا الميدان إلا بعد تحقيق ليس فقط طلباتهم . بل بعد تحقيق طموحاتهم و أحلامهم كاملة , بعد تحقيق حتي ما كانوا يظنونه مستحيلآ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق